الذكريات (بأجزائها الثمانية). غلاف.

ر.س287.50

يبدأ الجزء الأول من أجزاء “الذكريات” من طفولة علي الطنطاوي المبكرة؛ من أيام دراسته الابتدائية، بل من “الكُتّاب” قبلها، وفيه ذكر للحرب العالمية الأولى ووصف للحياة في الشام في تلك الأيام. ونحن نمضي فيه مع علي الطنطاوي الصغير وهو يتنقل من مدرسة إلى مدرسة، ومن عهد إلى عهد؛ من العهد التركي إلى العربي إلى الاستعمار الفرنسي، ونقرأ عن أيامه في “مكتب عنبر” (وهو المدرسة الثانوية) وعن شيوخه وأساتذته. ثم نجد والده قد توفي فاضطرب أمره، فانصرف إلى التجارة أمداً يسيراً ثم عاد إلى الدراسة، ونجده قد سافر بعد النجاح في الثانوية إلى مصر للدراسة بدار العلوم، ولكنه يقطع السنة قبل تمامها ويعود إلى الشام.

وهو يحدّثنا -في مواطن متفرقة من هذا الجزء- عن أصل أسرته وعن أبيه وجده وعن أمه وأسرة أمه. وفي أواخر هذا الجزء نقرأ عن الثورة على الفرنسيين ونقرأ كثيراً من شعر هذه الثورة. ثم تبدأ صفحة جديدة من الذكريات حين ينشر علي الطنطاوي الشاب، ابن السابعة عشرة، أول مقالة له في الصحف، وتبدأ بذلك مرحلة العمل في الصحافة، فنقرأ عن الصحف التي عمل بها والصحفيين الذين عمل معهم. ثم نقرأ عن صدور أول مجموعة من مؤلفاته وهي “رسائل الإصلاح”.

في الجزء الثاني نكمل قصة المجموعات المبكرة من إصدارات علي الطنطاوي، وهي رسائل “سيف الإسلام” التي أصدرها بعد رسائل الإصلاح، ثم تمرّ بنا صور من المقاومة الوطنية وأعمال اللجنة العليا لطلاب سوريا.

وفي هذا الجزء يحدثنا علي الطنطاوي بتفصيل عن بعض أساتذته ومشايخه الذين تأثر بهم واستفاد منهم. أما أكثر الفصول تأثيراً فهي التي يحدثنا فيها عن أمه وأبيه، ولا سيما حين يمضي بنا مثيراً عواطفنا إلى غايتها في الحلقة السابعة والأربعين: “يوم ماتت أمي”.

ثم ننتقل مع علي الطنطاوي من هذا الجوّ إلى التعليم الذي بدأ به مبكراً، فنقرأ بعضاً من تفاصيل سيرته في التعليم ونتنقّل معه من مدرسة إلى أخرى، من سلمية إلى سَقْبا في الغوطة ثم إلى رَنْكوس في الجبل. وأخيراً يختتم هذا الجزء بحديث عن “المَجْمع الأدبي” في دمشق ومجلة “الرسالة” في مصر التي بدأ صدورها عندئذ.

في أول الجزء الثالث ننتقل مع علي الطنطاوي “المدرّس” من رنكوس إلى المحطة التالية في مسيرته في التعليم، إلى زاكية. ثم لا نلبث أن نمضي مع علي الطنطاوي “الرحّالة” في واحدة من أعجب الرحلات؛ الرحلة إلى الحجاز لاكتشاف طريق الحج البري.

ولكن سرد أحداث هذه الرحلة ينقطع مرة لرواية قصة الخط الحديدي الحجازي، ثم ينقطع مرة أخرى لرواية ذكريات عن رمضان، وينقطع ثالثة لرواية ذكريات عن القوة والرياضة.

وفي هذا الجزء نقرأ عن محدّث الشام، الشيخ بدر الدين الحسني، وعن المدرسة الأمينية في دمشق، ثم نُنهيه وقد تركنا الشام إلى بغداد. لقد كانت النقلات السابقة في التعليم من قرية إلى قرية، وها هي الآن نقلة من بلد إلى بلد؛ من الشام إلى العراق! وهكذا نجد أنفسنا في بغداد، فنواجه “ثورة دجلة” فيها ونقرأ عن دروس الأدب في مدارسها.

الجزء الرابع جزء حافل بالأحداث والتغيرات الحاسمة. نمضي فيه مع ذكريات طنطاوية عن بغداد والعراق؛ عن رمضان في بغداد، ثم عن إيوان كسرى وسُرّ من رأى، وننتقل مع علي الطنطاوي من بغداد إلى البصرة، ثم نترك العراق كله إلى بيروت لنمضي هناك سنة 1937 في كليتها الشرعية، ولكنا لا نلبث أن نعود إلى العراق لنعيش حيناً في المدرسة الغربية في بغداد قبل أن ننتقل إلى كركوك. وأخيراً يعود علي الطنطاوي إلى سوريا فيُعيَّن مدرّساً في دور الزور ولا يمكث فيها غير أمد يسير.

ونكمل بقية الجزء في قراءة أخبار المرحلة الجديدة من حياة “القاضي” علي الطنطاوي في دوما ثم في محكمة دمشق. ولا يخلو هذا الجزء -كالعادة- من استطرادات، كرواية ذكريات عن الحرب العالمية الثانية، وتخصيص حلقتين للأطباء: واحدة للهجوم عليهم والثانية للدفاع عنهم، وأخيراً حديث عن الحياة الأدبية قبل نصف قرن، وهو حديث ينقطع معنا هنا لنكمله في الجزء التالي.

نبدأ هذا الجزء، الخامس، باستكمال الحديث عن الحياة الأدبية قبل خمسين عاماً، وهو حديث يجرّنا إلى ذكريات أدبية متنوعة. ثم ننتقل فجأة إلى ذكريات جزائرية، ثم إلى ذكريات فلسطينية. وهذه الذكريات تنقلنا إلى قضية فلسطين، فنجدنا وقد انتقلنا مع علي الطنطاوي إلى القدس لنحضر “مؤتمر القدس الإسلامي”، ثم لا نلبث أن نجد أنفسنا في وسط الرحلة دون أن ندري؛ ننتقل من القدس إلى بغداد، ونمر بالموصل وإربل، ثم نتوقف طويلاً في كراتشي. وهذه الوقفة الطويلة تنقلنا -بلا تكلف- إلى الاستماع لعلي الطنطاوي وهو يروي لنا “قصة باكستان” الممتعة، ثم وهو يحدثنا الحديث الشيق عن دهلي، الفردوس الإسلامي المفقود.

ثم ننتقل فجأة من الهند والسند لنجد أننا قد صرنا في دمشق في يوم الجلاء، وإذا بسلسلة جديدة من الموضوعات يولّد بعضها بعضاً: الجلاء يذكّر بالاستعمار وأساليبه، وهذا يذكّر بإفساد التعليم والأخلاق على الطريقة الفرنسية، وهذه تذكّر بمعركة دروس الديانة في مدارس الشام، وهذه جرّت إلى الحديث عن الدعوة إلى الاشتراكية والعبث بالمناهج أيام الوحدة؛ فما انتهينا من هذا الجزء إلا ونحن نَلِجُ عهد الوحدة ونقرأ عن عبد الناصر كيف استقبلته دمشق ووزيرِه كمال الدين حسين كيف التقى به علماء الشام، ثم نختمه بالخطبة التي هزت دمشق!

نبدأ الجزء السادس من وسط المعمعة؛ من الخطبة التي هزت دمشق، أو التي هزّ بها علي الطنطاوي دمشق بعبارة أصح، ويستطرد الحديث -في عدد من الحلقات اللاحقة- إلى قصة الوحدة وقصة الانفصال، ووقفة عند أسباب الانفصال، ثم قصة ذبح علي الطنطاوي التي روّجتها الصحف الناصرية بتفصيلاتها الكاملة.

بعد ذلك نعود إلى سلك الذكريات ونستأنف رحلة الشرق التي قطعناها في الجزء الماضي، فننطلق إلى أندونيسيا ونتنقل بين جزائرها ومدائنها، ونتوقف مرة أخرى لنسمع حديثاً تاريخياً عن قصة أندونيسيا؛ مع الإسلام ومع اليابانيين والهولنديين والبريطانيين.

ولكن لا يسلم هذا الجزء أيضاً من استطرادات، فنعيش حلقتين مع صلاة الاستسقاء المشهورة أيام الوحدة في الشام، ونقرأ عن واحدة من معارك علي الطنطاوي الأدبية، وفي آخر الجزء ذكريات عن التعليم والمدارس، ثم حلقتان عن القضاة والمحامين. أما الحلقة الأشد تأثيراً فالتي بدأها برثاء شكري فيصل ثم انتقل منه إلى ابنته الشهيدة، بنان، وإذا به يأتي بواحدة من أعظم مقطوعات الرثاء في تاريخ الأدب الحديث.

وصلنا إلى الجزء السابع، وهو يبدأ بمزيد من ذكريات وصور القضاء، ثم يتنقّل بسرعة بين موضوعات متباينة؛ من أسبوع التسلح، إلى أخبار عن العلم والعلماء في دمشق قبل نصف قرن، ثم إلى فتنة التِّجانية في الشام، ثم إلى الكلية الشرعية. بعد ذلك نقرأ حلقة علمية في تصنيف العلوم وأخرى في الفقه والأحوال الشخصية، وهذا الموضوع يقودنا إلى مشروع قانون الأحوال الشخصية الذي اشتغل به علي الطنطاوي ونسافر معه إلى مصر في رحلته إليها من أجله.

وبعد وقفات صغيرة وبعض الاستطرادات نبدأ في قراءة تفصيلات الرحلة التي قام بها علي الطنطاوي إلى أوربّا سنة 1970، فنسافر معه إلى ألمانيا وبلجيكا وهولندا، ونقرأ عن الدعوة الإسلامية في هذه البلاد، ونعيش معه أياماً بتفصيلاتها في آخن وبروكسل وفي سواهما من مدن ومناطق تلك البلدان الأوربية. وأخيراً نعود -بعد انقطاع طويل واستطرادات نقلتنا إلى أقاصي الأرض- إلى القضاء وندخل مع علي الطنطاوي إلى محكمة النقض.

نبدأ الجزء الثامن بوداع المحكمة الشرعية، وبعد أن تعترضنا أشتات من الذكريات نعود إلى السياق، فننتقل مع علي الطنطاوي في آخر وأهمّ انتقال له، إلى المملكة العربية السعودية؛ فنُمضي معه أولاً سنة في الرياض، ثم ننتقل معه إلى مكة المكرمة. ونعرج قليلاً على موضوعات متفرقة؛ كتفسير بعض الآيات، وحديث عن تعليم البنات، ووقفة مع أبي الحسن الندوي ومذكراته.

ثم ينتهي بنا المطاف مع علي الطنطاوي إلى آخر الكتاب وهو يقول: “لما شرعت أكتب هذه الذكريات ما كنتُ أقدّر أن تبلغ أربعاً وعشرين حلقة، فوفّق الله حتى صارت مئتين وأربعين، وما استنفدت كل ما عندي، ولا أفرغت كل ما في ذهني، فقد جاءت على نمط عجيب، ما سرت فيها على الطريق المعروف ولا اتبعت فيها الأسلوب المألوف، فلم تجئ مرتّبة مع السنين ولا مقسَّمة تقسيم الأحداث والوقائع، وما كانت تستقيم دائماً على الجادة بل تذهب يميناً وتذهب شمالاً؛ أبدأ الحديث فلا أتمّه وأشرع في آخر فلا أستكمله، وما أدري كيف احتمل القرّاء هذا كله مني؟ وكنت أفارقكم كل خميس على أن ألقاكم في الخميس الذي بعده، ولكن فراق اليوم إلى غير لقاء”.

You may also like…